أخبارسيارات هجينةمقالات

السيارات الهجينة تتحدى هجمة نظيراتها الكهربائية

يحدو المختصين الكثير من التفاؤل بشأن السيارات الهجينة، التي تعمل بالبنزين والكهرباء ويقولون إنها قد لا تموت بالسرعة التي توقعها البعض في اندفاع القطاع لتطوير نماذج تعمل بالكهرباء بالكامل.

وتعتمد السيارة الهجينة بشكل أساسي على محركها ذي الاحتراق الداخلي، حيث يولد طاقة في البطاريات التي تدعم المحرك الكهربائي للعمل، في حين المركبات الكهربائية تعتمد على بطارية شحن تختلف سعتها من طراز إلى آخر.

ومن الواضح أن السيارات التي تعمل بهذه التقنية ستدخل في صراع شديد مع نظيراتها الكهربائية، في ظل مساعي كبار المصنعين وحتى شركات التكنولوجيا إلى إنتاج سيارات صديقة للبيئة.

وتعد فورد الأميركية هي الأحدث بين العديد من الشركات الكبرى، بما في ذلك تويوتا وستيلانتس، التي تخطط لبناء وبيع مئات الآلاف من السيارات الهجينة في الولايات المتحدة على مدى السنوات الخمس المقبلة، حسب خبراء الصناعة.

 

تيم غريسكي: السيارات الهجينة تعد بديلا مثاليا ومن السهولة انتشارها
تيم غريسكي: السيارات الهجينة تعد بديلا مثاليا ومن السهولة انتشارها

 

وتقوم الشركات بطرح السيارات الهجينة كبديل لعملاء التجزئة والعملاء التجاريين الذين يبحثون عن وسائل نقل أكثر استدامة، لكنهم قد لا يكونون مستعدين للقيام بالقفزة إلى سيارة كهربائية كاملة.

وتتمتع المركبات الهايبرد بمزيج من المميزات أهمها التسارع العالي، بسبب الاستجابة المباشرة لدواسة الوقود، وأيضا القيادة المريحة حيث يوفر ناقل الحركة الأوتوماتيكي سهولة أثناء القيادة، والتحول التلقائي من محرك الوقود إلى المحرك الكهربائي عند السرعات المنخفضة.

كما أن كلفة الصيانة أقل حيث أن الأجزاء الموجودة في السيارات العادية كثيرة ولا وجود لها في السيارات الهايبرد، مثل الكلاتش والدينمو وغيرها، وعدم وجودها يعني كلفة صيانة أقل.

ومن أهم المميزات أنها أكثر استدامة وهذا يعني أنها تلبي احتياجات الأفراد وفي ذات الوقت تحافظ على البيئة، وهذا بفضل استخدام الطاقة الكهربائية، التي تقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بواسطة المحرك.

في المقابل، ثمة مجموعة من العيوب تتعلق بالسيارات الهجينة وإحدى أبرز المشاكل أن محرك الوقود والمحرك الكهربائي يحتلان مساحة كبيرة من المركبة.

كما أن السيارة الهجينة بالكامل صديقة للبيئة بنسبة أقل من السيارة الهجينة القابلة للشحن لأنها تعتمد على محركات الوقود كمصدر رئيسي للطاقة، وبالتالي تستهلك المزيد من الوقود وتتسبب في انبعاث أكثر لثاني أكسيد الكربون.

وقال تيم غريسكي، كبير إستراتيجيي المحافظ في شركة إنجالز آند سنايدر لإدارة الاستثمار ومقرها نيويورك، لرويترز إن “السيارات الهجينة تخدم الكثيرين وتعد بديلاً رائعا للسيارة الكهربائية النقية ويسهل بيعها للعديد من العملاء”.

وينتعش الاهتمام بالسيارات الهجينة، حيث لم يتسارع طلب المستهلكين على السيارات الكهربائية النقية بالسرعة المتوقعة.

وتشير الدراسات الاستقصائية إلى مجموعة متنوعة من الأسباب وراء الطلب الفاتر على السيارات الكهربائية، بدءا من الكلفة الأولية المرتفعة والمخاوف بشأن النطاق وحتى أوقات الشحن الطويلة ونقص محطات الشحن العامة.

 

أندرو ديفيو: تكنولوجيا هايبرد بمثابة جسر عظيم لما يخبئه المستقبل
أندرو ديفيو: تكنولوجيا هايبرد بمثابة جسر عظيم لما يخبئه المستقبل

 

وقال سام فيوراني، نائب الرئيس في أوتو فوركاست سوليوشن، “مع تشديد متطلبات الانبعاثات، توفر السيارات الهجينة أسطولًا أنظف دون مطالبة المشترين بالقفز إلى السيارات الكهربائية النقية”.

وترجح شركة ستاندرد آند بورز غلوبال موبيليتي زيادة السيارات الهجينة أكثر من ثلاثة أضعاف خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يمثل 24 في المئة من مبيعات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة في عام 2028.

وستطالب مبيعات السيارات الكهربائية النقية بحوالي 37 في المئة، تاركة مركبات محركات الاحتراق، التي تعمل بالوقود الأحفوري بما في ذلك ما يسمى بالسيارات الهجينة الخفيفة بحصة تقارب 40 في المئة.

وتشير تقديرات ستاندرد آند بورز إلى أن السيارات الهجينة ستمثل 7 في المئة فقط من مبيعات الولايات المتحدة هذا العام، والسيارات الكهربائية النقية 9 في المئة، بينما ستستحوذ المركبات ذات محركات الاحتراق الداخلي على أكثر من 80 في المئة.

تاريخيا، كانت السيارات الهجينة تمثل أقل من 10 في المئة من إجمالي مبيعات الولايات المتحدة، وكانت سيارة بريوس التي تنتجها تويوتا منذ فترة طويلة بين النماذج الأكثر شعبية.

وتقول شركة صناعة السيارات اليابانية باستمرار إن السيارات الهجينة ستلعب دورًا رئيسيًا في خطط الشركة طويلة المدى للكهرباء، حيث تعمل ببطء على زيادة الاستثمار في السيارات الكهربائية النقية.

وفاجأ الرئيس التنفيذي لفورد جيم فارلي المحللين الشهر الماضي بعد أن وعدت شركته في وقت سابق بدفعة قوية نحو السيارات الكهربائية بالكامل، قائلاً إن الشركة “تتوقع مضاعفة مبيعاتها الهجينة أربع مرات على مدى السنوات الخمس المقبلة”.

وأضاف “سيكون هذا التحول إلى المركبات الكهربائية ديناميكيا ونتوقع أن يظل سوق السيارات الكهربائية متقلبًا حتى يتم التخلص من الفائزين والخاسرين”.

ومن بين منافسي فورد، يبدو أن جنرال موتورز ليس لديها اهتمام كبير بالسيارات الهجينة، في حين ستتبع ستيلانتس تحوط تويوتا وفورد من خلال تقديم خيار من مجموعات نقل الحركة المختلفة، بما في ذلك السيارات الهجينة.

وقالت جنرال موتورز في بيان إنها “تواصل التزامها بمستقبلها النظيف بالكامل، وبينما ستكون لدينا سيارات هجينة في أسطولنا العالمي، يظل تركيزنا على تحويل محفظتنا إلى السيارات الكهربائية بحلول عام 2030”.

وتمثل السيارات الهجينة التي تصنعها سيتلانتيس الآن نحو 36 في المئة من مبيعات جيب رانغلر و19 في المئة من مبيعات كرايسلر باسيفيكا.

وقال متحدث باسم الشركة إنه بالإضافة إلى النماذج الكهربائية النقية الجديدة التي ستطرح قريبًا “نحن متفائلون للغاية بشأن المضي قدمًا في السيارات الهجينة”.

 

◙ نموذج جيب رانغلر الذي يحوي محركين أحدهما يعمل بالوقود والآخر بالبطارية من أبرز النماذج الأكثر انتشارا حاليا
◙ نموذج جيب رانغلر الذي يحوي محركين أحدهما يعمل بالوقود والآخر بالبطارية من أبرز النماذج الأكثر انتشارا حاليا

 

وهذا العام، تقوم الشركات المصنعة بتسويق أكثر من 60 سيارة هجينة في الولايات المتحدة، وتبيع تويوتا وعلامتها التجارية الفاخرة لكزس ما لا يقل عن 18 طرازا هجينًا مختلفًا، مما يمكّن الشركة اليابانية من الحفاظ على سيطرتها على هذا القطاع.

وتقدم هيونداي والعلامة التجارية الشقيقة كيا سبعة طرازات هجينة، مع ستة طرازات فورد ولينكولن.

كما أن شركة سيتلانتيس لديها ثلاث سيارات فقط، والنسخة الوحيدة لشركة جنرال موتورز، المقرر طرحها في وقت لاحق من هذا العام، هي نسخة هجينة من سيارة شيفروليه كورفيت الرياضية.

وقال أندرو ديفيو، مدير الوكيل في شركة هيونداي في سانت أوغسطين، جنوب جاكسونفيل، فلوريدا، “تعد السيارات الهجينة بمثابة جسر عظيم لكل ما يخبئه المستقبل”، مضيفًا “ليس لديّ أيّ مخزون ولديّ عملاء يريدون كل هذه السيارات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى